هل كان مانويل جوزيه جاحداً مثل كريستيانو رونالدو؟

"هذه اللحظة مثيرة بالنسبة لي. أقول لأمي وشقيقي أطلقوا الألعاب النارية الآن" ..
"هذه اللحظة هي الأهم في حياتي" يضيف باقتضاب.

بهذه الكلمات البسيطة عبر
البرتغالي كريستيانو رونالدو عن سعادته بالحصول على لقب أفضل لاعب في العالم لعام
2008 بجانب بعض عبارات الشكر لأصدقائه المقربين وكل اللاعبين الذين لعب إلى جوارهم
طيلة حياته.

لم يهد رونالدو الجائزة إلى نادي (اندورينيا) البرتغالي الذي
نشأ فيه وهو لاعب صغير .. لم يهد رونالدو الجائزة إلى نادي (ناسيونال) البرتغالي
الذي انتقل إليه بعد ذلك .. لم يهد رونالدو الجائزة إلى نادي (سبورتينج لشبونة)
البرتغالي الذي يعتبر أول خطوة حقيقية في طريقه لاحتراف كرة القدم.

لم يهد
رونالدو الجائزة إلى ناديه الحالي وسبب شهرته الجمة (مانشستر يونايتد) الانجليزي،
ولم يذكر اسم أي زميل له في الفريق أو حتى مديره الفني السير اليكس فيرجسون والذي
تدرب معه طيلة 6 سنوات كاملة.

اكتفي اللاعب فقط بذكر عائلته وأصدقائه
المقربين، وأهداهم الجائزة التي يحلم بها أي لاعب كرة قدم على مستوى العالم.


لم نسمع منذ فوز اللاعب باللقب في بداية العام الحالي أي نقد له سواء من
الجرائد البرتغالية أو الانجليزية حتي ولم ينعته أحداً بأنه "قليل الأصل وناكر
الجميل" وبقية الألقاب التي نتفنن في إطلاقها لأنهم ببساطة في الثقافة الغربية لا
ينظرون إلى الجزء الفارغ من الكوب، النجاح فقط هو ما يخطف انظارهم.

أما في
مصر فهذه الأمور لا تمر مرور الكرام، فلا وألف لا، كيف لمانويل جوزيه ألا يذكر اسم
الأهلي في حفل تكريمه كأفضل مدرب في البرتغال لعام 2008؟ كيف له أن ينسى فضل جماهير
الأهلي التي صنعته .. والخ.

الغريب والعجيب أنك تجد نفس الكاتب أو الصحفي
يقول في الموضوع ذاته أو في موضوع مشابه هذه الكلمات " يا جماعة الأهلي مابينتظرش
إشادة من حد.. الأهلي كبير بجمهوره وألقابه وتاريخه ".. الخ.

والسؤال هنا،
طالما أن الأهلي كبير والكل يعلم ذلك، فلماذا التلميح والغمز واللمز وقول كلمات لا
محل لها من الإعراب على غرار " جوزيه تجاهل الأهلي في حفل تكريمه كأفضل مدرب في
البرتغال" .. " جوزيه الجاحد نسي الأهلي وأهدى الجائزة لاسرته فقط" الخ .. من هنا
الذي يحاول "تصغير الاهلي والتقليل من حجمه"؟

الأهلي كبير وهذا أمر لا
يحتاج إلى تأكيد من أحد ولا إشادة من أحد، وجوزيه مدرب كبير أيضاً بإخلاصه للعمل
وبجهده والذي تكلل بحصوله على جائزة أفضل مدرب في البرتغال متفوقاً على جوزيه
مورينيو المدير الفني لانترناسيونالي الإيطالي .. وما أدراك من هو مورينيو.


يا سادة: الأهلي لا ينتظر أن يذكر اسمه في أي محفل لأنه لا ينتظر الإشادة
من أحد، فهذا هو حال الأندية الكبيرة والتي تمكنت من أن تتحول إلى مؤسسة ضخمة تضاهي
تلك التي تعمل في أي مجال خارج الرياضة.

وأؤكد مرة أخرى، جوزيه لم يقلل من
شأن الأهلي بعدم ذكره اسمه، تماماً مثلما لم يكن كريستيانو رونالدو جاحداً لمانشستر
يونايتد أو لشبونة، فالأهل دائماً وأبداً يأتون قبل أي شيء حتى الشخص نفسه.


ملحوظة أخيرة

لا أعلم لماذا أشعر وأنا شاهد أي برنامج حواري
في "قناة النادي الأهلي الخاصة" أن هدف البرنامج الأول يكون الهروب من أي تهمة قد
تلصق به وتصفه بأنه "برنامج أهلاوي"!