تصدرت هزيمة الأهلي المفاجئة والثقيلة من فريق انجولي متواضع جدا، الأخبار الرياضية في القنوات الفضائية الشهيرة.
قبل أن تحل علينا ذكرى نكسة يونيه، اقتحمتنا أكبر النكسات الكروية على الإطلاق. أن يفوز الأهلي في القاهرة بثلاثية نظيفة فهي نتيجة كبيرة تضمن له الصعود للدور التالي حتى لو لعب الاياب بتشكيلة من الفراشين وعمال النظافة والكافتيريا في مقر الجزيرة!
تنوعت أوصاف الهزيمة في تحرير الخبر، فاحدى القنوات قالت إنها هزيمة مذلة، وأخرى وصفتها بالكارثة للكرة المصرية، وثالثة قالت إن مانويل جوزيه ودع جماهيره المحبة في القاهرة بأسوأ ما يكون الوداع!
الشتامون فقط سيقولون إنها شماتة. وسكارى الأطلال سيتهمونني بالتشفي، غير مدركين أننا ندافع عن بقاء رمز وقوته، وأننا لسنا مثلهم نغني للأطلال على مقهى أم كلثوم في وسط البلد!
لو اعترفنا بحقيقتنا ورأيناها ماثلة كما هي بدون مبالغة وتضخيم وشعارات أحمد سعيد والقبر الكبير الذي حفرناه لاسرائيل، ما سقطنا في نكسة 67 التي نعاني منها حتى الآن، وستظل أجيالنا القادمة تعانيها إلى أن يشاء الله.
ولو انتبه عبدة الأصنام، وسكارى الأطلال لحال الأهلي، ما سقط هذه السقطة المزرية لدرجة أن مرماه يهتز 9 مرات بالتمام والكمال في مباراة واحدة. ستة منها ضربات جزاء في المغلوب على أمره هشام صالح، الذي لو كان الأهلي هو الأهلي بعنفوانه وأصوله وتراثه التاريخي لاستحال عليه أن يرى باب النادي في أحلامه!
لكن النادي نكب بمن لا يعرف قدره سواء إدارة أو بعض الجماهير، فترنح وتمايل، ولم تفلح معه محاولات الانعاش والفرفشة التي قام بها محمد حسام والريدي بواسطة ريشة والأسباني المجهول الذي بحث عنه الخبراء في سجل قوائم حكام أسبانيا المعتبرين فلم يعثروا على نقطة حبر لاسمه!
أعطوه دوري حراما، ليفرفش وينتعش لعل الحياة تعود لأجساد خارت وعجزت وصارت كخيل الحكومة، لكنهم نسوا أن يسألوا خضر العطار في الحسين، فهل نفعت يوما وصفاته لمن أفسده الدهر وأعياه!
وها هي النتيجة.. هزيمة أفريقية منكرة تتحدث بها الركبان وقوافل الابل. أثرها لن ينتهي في الجزيرة ولا عند جماهير أعيتها الحقيقة ولا ترتاح إلا لمن يطبطب على أمانيها الغلط ويكبر لها خيالها المسافر في عالم الأوهام!
سيمتد أثرها إلى منتخبنا، فلن تفلح الحجة التي منحوه بها درعا للدوري لا يستحقه، وهي الحفاظ على معنويات اللاعبين في تصفيات كأس العالم. بعد وكسة فريق المدارس الانجولي المذلة ستسقط المعنويات كأوراق الخريف، وسيجلس المحروس شادي فوق العارضة قائلا "الأهلي فوق الحاقدين"!.. اسم الله عليك!
ها هو الساحر جوزيه يرسل من أنجولا هديته الثمينة للجماهير التي عشقته والتي كادت تقبل قدميه ليبقى في مصر من أجل منح الحصانة لبطولاته.
لم يدركوا أن فريقهم سيهزم عندما يتخلى عنه المؤيدون الظالمون الذين وضعوا العدالة في الثلاجة وتركوا ضمائرهم في بيوت خربة!
ليس هذا هو ذنب الاسماعيلي ولا ذنب الناس الذين كرهوا الأهلي بفضل الملوثين لتاريخه من عينة زاهر وحسام والريدي وريشة. ولكنها حقيقة مستوى نادي القرن، رسمها الفريق الانجولي بخط عريض وبابهار جعله الخبر الأول في كل القنوات الفضائية ووكالات الأنباء.
وغدا لنا كمالة!!