و في
23 يوليو 1952قامت الثورة، ولم تلقَ مقاومة تذكر، ولم يسقط في تلك الليلة سوى ضحيتين
فقط، هما الجنديان اللذان قتلا عند اقتحام مبنى القيادة العامة. وكان
الضباط الأحرار قد اختاروا
محمد نجيبرئيسا لحركتهم، وذلك لما يتمتع به من احترام وتقدير ضباط الجيش؛ وذلك
لسمعته الطيبة وحسه الوطني، فضلا عن كونه يمثل رتبة عالية في الجيش، وهو
ما يدعم الثورة ويكسبها تأييدا كبيرا سواء من جانب الضباط، أو من جانب
جماهير الشعب.
وكان عبد الناصر هو الرئيس الفعلي للجنة التأسيسية للضباط الأحرار؛ ومن
ثم فقد نشأ صراع شديد على السلطة بينه وبين محمد نجيب، ما لبث أن أنهاه
عبد الناصر لصالحه في (
17 ربيع الأول 1374 هـ /
14 نوفمبر 1954)، بعد أن اعتقل
محمد نجيب، وحدد إقامته في منزله ، وانفرد وحده بالسلطة.
و استطاع أن يعقد اتفاقية مع بريطانيا لجلاء قواتها عن مصر في وذلك في
19 أكتوبر 1954، وذلك بعد أن اتفقت مصر وبريطانيا على أن يتم منح
السودان الإستقلال.
في العام
1958 أقام وحدة اندماجية مع
سوريا، وسميت الدولة الوليدة ب
الجمهورية العربية المتحدة، إلا أن هذه الوحدة لم تدم طويلاً ، حيث حدث انقلاب في الاقليم السوري في
سبتمبر من عام
1961 أدى إلى إعلان الانفصال ثم تم عقد معاهدة وحدة متأنية مع
العراق و
سوريا العام
1964 إلا أن وفاة الرئيس العراقي المشير
عبد السلام عارف عام
1966 ثم
حرب 1967 حالت دون تحقيق الوحدة. علما أن
مصر استمرت في تبني اسم "الجمهورية العربية المتحدة" وذلك لغاية عام
1971 أي إلى ما بعد رحيل عبد الناصر بعام.
بعد حرب
حرب 1967 كما سميت في إسرائيل والغرب أو
النكسة كما عرفت عند ال
عرب،خرج عبدالناصر على الجماهير طالباً التنحي من منصبه، إلا أنه خرجت مظاهرات
في العديد من مدن مصر و خصوصا في القاهرة طالبته بعدم التنحي عن رئاسة ال
جمهورية.
من إنجازاتهناصر مع
خروشوف في تحويل مجرى النيل
يقول د.علي الجربتلي المنتمي إلى المدرسة الليبرالية في الاقتصاد "انه
في عهد عبد الناصر، قامت الثورة باستصلاح 920 الف فدان، وتحويل نصف مليون
فدان من ري الحياض إلى الري الدائم". ما يصل بنا إلى مساحة مليون
واربعمائة الف فدان.
عبد الناصر يخطب في الجماهير السورية 1961
يضيف د.جربتلي "فيما يتعلق بالقطاع الصناعي، انه حدث تغيير جذري في
الدخل والانتاج القومي، فقد زادت قيمة الانتاج الصناعي بالاسعار الجارية
من 314 مليون جنيه سنة 1952 إلى 1140 مليون جنيه سنة 1965 ووصلت إلى 1635
مليون سنة 1970 وزادت قيمة البترول من 34 مليون جنيه سنة 1952 إلى 133
مليون سنة 1970، ناهيك عن وفرة الطاقة الكهربائية، خصوصا بعد بناء السد
العالي".
أما د.إسماعيل صبري عبد الله الذي تولى وزارة التخطيط الاقتصادي في عهد
السادات فيقول "أن الإنتاج الصناعي كان لا يزيد عن 282 مليون جنيه سنة
1952 وبلغ 2424 مليون جنيه سنة 1970, مسجلا نموا بمعدل 11.4% سنويا,ووصلت
مساهمته في الدخل القومي إلى 22% سنة 1970 مقابل 9% سنة 1952,ووفرت الدولة
طاقة كهربائية ضخمة ورخيصة، وزاد الإنتاج من 991 مليون كيلو وات/ساعة إلى
8113 مليون كيلو وات/ساعة." ويقول د.صبري "ان الثورة جاوزت نسبة 75% في
الاستيعاب لمرحلة التعليم الالزامي، وارتفع عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية
من 1.6 مليون إلى 3.8 مليون، وعدد تلاميذ المدارس الاعدادية والثانوية من
250 الف إلى 1.500.000 وعدد طلاب الجامعات من 40 الف إلى 213 الف".