جوزيه يفجر المفاجأة في مشهد الوداع:

طالب باستبعاد سبعة لاعبين قبل رحيله .. وأوصي بتجديد الدماء
يشتري شقة علي النيل .. ينظم مباريات مصر وأنجولا.. طموحه كأس الأمم
سر دموع أبوتريكة ..صدمة بركات.. ولماذا ضحك دروجبا بصوت عالي ؟!
أعضاء النادي يطالبون بإطلاق اسمه علي غرفة الجهاز الفني ..ومنصب المستشار في انتظاره
داخل غرفته بأحد الفنادق المطلة علي نيل القاهرة اتخذ مانويل جوزيه القرار الصعب ..فكر طويلا في حكايته الطويلة مع الأهلي لكنه قرر ان يحسم امره في النهاية ..امتدت لحظات الصمت ساعات وساعات قبل ان يبلغ من حوله بما توصل اليه ..لكنه كعادته لم يتراجع او يتردد.
قال للمقربين منه انه الوقت المناسب للرحيل .. اكد شعوره بانه لن يعطي الأهلي اكثر مما اعطاه ولذلك فمن مصلحة النادي الذي احبه كثيرا ان يختار البديل ..اعترف بان العرض الانجولي كان مغريا بشكل يجعل رفضه دربا من الجنون ..لكنه شدد علي انه لم يخطط ابدا للرحيل بهذه الطريقة لدرجة انه كان بالفعل يضع كل سيناريوهات الموسم المقبل مع الأهلي بما فيها تحديده لاسماء سبعة لاعبين كان يري انهم لايستحقون البقاء بخلاف تسميته لأربعة لاعبين يحتاجهم الفريق قبل بداية الموسم الجديد يمتازون بصغر سنهم من اجل تجديد دماء الفريق .. كانت الامور تسير بشكل طبيعي داخل غرفة الجهاز الفني حتي صباح الجمعة الماضي حتي اتصالاته مع لجنة الكرة لم تتوقف رغم انها شهدت خلافات كثيرة لاول مرة علي غير العادة ..زوجته واولاده لم يكن اي منهم علي علم بما يحدث ..ورغم انهم طالبوه في اوقات سابقة بالعودة إلي البرتغال الا انهم فوجئوا مثل الكثيرين بالقرار.
اما في غرفة العمليات بمطبخ صنع القرار بالأهلي فكان واضحا ان شيئا ما يحدث منذ فترة ليست قصيرة ..وقد سبق واشرنا من جانبنا منذ عدة اسابيع ان هناك اتصالات تجري مع عدد من المدربين لاختيار خليفة لجوزيه وربما هذه الاتصالات نمت إلي علم الرجل وساهمت في تشكيل قراره النهائي طبقا لرواية احد المعاونين له والذي لخص الموقف بان استمرار جوزيه وسط هذه الحالة من التباين في الآراء بينه وبين الادارة كان امرا مستبعدا رغم تقدير كل طرف للآخر وعدم خروج الأمور بينهما عن النص المعتاد.
بعاطفة شديدة الحساسية اكد جوزيه ان قبوله لعرض الاتحاد الانجولي يعود إلي طموح شخصي داخله بتحقيق بطولة مع احد المنتخبات الوطنية كتعويض له عن عدم تدريب المنتخب البرتغالي والذي ظل يحلم بتدريبه سنوات طويلة لكنه ادرك اخيرا ان هذا الحلم لم يعد بامكانه تحقيقه خاصة بعد التغيير الخير في الجهاز الفني وابتعاده بشكل نهائي عن دائرة الترشيح.
اشار إلي انه يجيد التعامل مع اللاعبين الانجوليين واخراج ملكات الابداع من داخلهم بدليل ما حدث مع فلافيو وجيلبرتو في السنوات الأخيرة بالأهلي وقال ان ما يساعده علي النجاح مع الانجوليين اللغة الواحدة ودراسته السابقة لطبيعة الشعب الانجولي.
ورغم اعلان فك الارتباط بين جوزيه والأهلي الااننا علمنا ان هناك اتجاها لتكريم الرجل بالشكل الذي يليق به وهناك عدة افكار للتكريم من بينها تبني اقتراح من جانب بعض اعضاء النادي باطلاق اسمه علي غرفة خلع ملابس اللاعبين او الجهاز الفني بخلاف منحه قلادة ودرع النادي لكن المهم كان اتفاق اللاعبين علي حمل صوره والطواف بها في انجولا خلال مباراة العودة امام سانتوس في حالة تأهل الفريق لدوري المجموعات بالكونفيدرالية.
الجميل ان هناك اتفاقا بين جوزيه وادارة الأهلي علي عدم قطع الاتصالات بين الطرفين في المرحلة المقبلة حيث من المنتظر ان يمد جوزيه لجنة الكرة بمعلومات كاملة عن اللاعبين الانجوليين المميزين في الفترة القادمة لاختيار اي منهم كبدلاء لفلافيو وجيلبرتو في حالة رحيلهما كما ان ابن جوزيه والذي يعمل كوكيل لاعبين سيكون علي اتصال دائم بادارة التسويق بالأهلي من اجل تسويق لاعبي الأهلي اوربيا او ترشيح لاعبين افارقة علي مستوي عال للعب للأهلي.
جوزيه اكد كذلك انه سيزور الأهلي خلال تواجده بالقاهرة في الفترة القادمة والتي يعشقها ويعشق نيلها بجنون حيث يخطط لتقسيم اجازاته بين القاهرة ولشبونة بل والمح إلي احتمال شرائه لشقة تكون كمقر اقامة دائم له عندما يعود إلي مصر في المستقبل برغم انه قضي السنوات الماضية التي درب فيها الأهلي متنقلا بين الفنادق.
بسبب عدم تواجد اسرته معه بشكل دائم
جوزيه يخطط كذلك لاقامة عدة مباريات بين المنتخبين المصري والانجولي خلال الشهور المقبلة.
ولم يكن غريبا ان يقول جوزيه لاسلام الشاطر لاعب الأهلي السابق وفريق حرس الحدود الحالي انه سيعود للأهلي باعتبار ان هذا قد يكون سيناريو محتملا جدا.
فمن ناحية لم تستبعد لجنة الكرة ان تتم اقالة جوزيه في شهر فبراير القادم من منصبه كمدير فني للمنتخب الانجولي في حالة عدم نجاح الفريق في الفوز ببطولة كأس الأمم الافريقية ومن هنا سيكون جوزيه غير متعاقد مع اي جهة في هذا التوقيت وهو ما يسمح بالتعاقد مع جوزيه كمستشار فني للجنة الكرة للاستفادة بخبراته الطويلة في اختيارات اللاعبين الجدد وليكون بديلا جاهزا للعمل فورا في حالة حدوث اي اخفاق.
المثير ان الساعات الماضية شهدت حالة من التباين في مشاعر لاعبي الفريق ..فمن ناحية اللاعبين القدامي هناك اتفاق علي شعورهم بالتعاطف مع المدرب البرتغالي وحزنهم علي فراقه لدرجة ان لاعبا بحجم ابوتريكة قال لجوزيه صراحة انه سيفتقد غيابه بشكل كبير وانه لن ينساه ابدا لانه يقدره مثل والده ولان تريكة انسان حساس بطبعه فلم يستطع ان يحبس دموعه التي انهالت منه وان كان حاول ان يخفيها عن الجميع ..اما بركات فقد كان واضحا شعوره بالصدمة بل انه قال لزملائه انه لم يتعلق بمدرب في حياته مثلما تعلق بمانويل جوزيه !
في المقابل حاول شادي محمد كابتن الفريق التماسك بشكل واضح بعد ان تلقي تعليمات واضحة من الكابتن حسن حمدي رئيس النادي بضرورة الحفاظ علي كيان الفريق وعدم التأثر برحيل جوزيه خاصة ان امام الفريق مهمة شاقة وهي الحصول علي بطولة الدوري هذا الموسم.
شادي كشف النقاب للمقربين منه ان الساعات التي سبقت مباراة حرس الحدود كانت عصيبة للغاية بل اكد ان هذه المباراة كانت اصعب لقاء يخوضه الفريق هذا الموسم بسبب حالة الارتباك التي خلفها الاعلان عن رحيل جوزيه.
المريب ان اللاعبين الذين استبعدهم المدرب البرتغالي في الفترة الأخيرة او لم يمنحهم الفرصة لم يخجلوا من اعلان فرحتهم برحيله حتي ان لاعبا مثل احمد حسن دروجبا شوهد بعد لحظات من اعلان القرار يضحك بصوت عال بعد ان حسم امره بالرحيل من الأهلي.